نعزي الشعب الايراني والسيد الخامنئي بالحادث الأليم، ونتمنى أن لا تكون له تداعيات سلبية على ايران وعلى مسيرتها في البناء وخاصة على مواقفها في محور المقاومة.
السؤال الكبير طبعا يبقى ان كان الحادث بسبب الطبيعة أم ان هناك اياد اسرائيلية امريكية وراءه، وما ستكون مواقف ايران بعده.

هذين السؤالين دارا في رأسي طوال متابعة القضية حتى النتيجة المؤسفة التي وصلت اليها. ولا شك انهما السؤالان اللذان كانا ومازالا يدوران في اذهان الغالبية الساحقة من المراقبين.
.
والحقيقة ان السؤالين، سؤال واحد: فإذا سارت ايران باتجاه المقاومة اكثر، او حافظت على ذات النهج، فيرجح ان يكون حادثا. وإن ذهبت ايران باتجاه المزيد من الليونة مع اميركا واسرائيل وعملائهما في المنطقة، فـ "الحادث" على الأغلب جريمة مدبرة لتحقيق تلك النتيجة.
فإذا كانت الحكومة البديلة لا تحقق لإسرائيل هدفا أو خطوة باتجاهه، فلا مبرر للاغتيالات. إننا نعتمد هنا طبعا على دقة التقديرات الاسرائيلية الاميركية، وهي بالتأكيد ليست دقيقة جدا وحدثت اخطاء عديدة في الماضي، لكنها تبقى أدق المعطيات وتبقى دراساتهما الأدق، وليس لدينا في هذه الحالة الضبابية الغامضة افضل منها للتقدير.
.
حكومة رئيسي كانت من نوع الحكومات التي تسمى "معتدلة"، (وهي كلمة لا احبها) وبخاصة المرحوم عبد اللهيان الذي لا تجده سعيدا إلا بين السعوديين وامثالهم، وهذا مؤشر الى ان الحادث لم يكن مدبرا. فهل يمكن ان يريد الإسرائيليون المغامرة باغتيال هذه الشخصية وتغيير الحكومة الى المجهول؟
.
مع ذلك ليس هناك ما هو مؤكد. فربما يكون تقدير اسرائيل أن الحكومة القادمة ستكون اكثر ليونة من حكومة رئيسي، وفي هذه الحالة ستضحي بها بدون اي تردد. لننظر الى العراق: لقد ضحت حتى بعملائها المباشرين حين كانت ترى ان الجو سيؤمن لها حكومة اكثر عمالة وأكثر قدرة على تخريب البلاد كما تخطط، وكان اخرها استبدال عميلها المطلق الكاظمي بعميل مطلق اخر اكثر فعالية هو السوداني.
.
فإذا كانت اسرائيل تتوقع ظروفا تتيح وصول حكومة إيرانية اكثر ليونة معها ومع اميركا من حكومة رئيسي - عبد اللهيان، فلن تتردد لحظة في ازالة من حاول ارضاءها وتطمينها، للحصول على من يكون اكثر منه استجابة لمطالبها، خاصة وأن المجتمع الإيراني يبدو متحمسا للتغيير في هذا الاتجاه، ولو جاءت حكومة أقرب الى أميركا، فستجد قاعدة جماهيرية لا يستهان بها، مستعدة لدعمها، وأخشى من خلال بعض الملاحظات، ان تكون هذه هي الحقيقة الفعلية... والكارثية على المنطقة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق