السبت، 12 نوفمبر 2022

كل سياسي يكثر الونين على القطاع الخاص، محتال! - صائب خليل

 رجعت كلاوات "الصناديق" و "تفعيل القطاع الخاص" وتدمير قطاع الدولة! بس هالمرة يكللك "فكرا جديدا"!!

حلوة مال "فكرا جديدا".. يا ناس، احنا امام محتالين.. والحقيقة هي ان العراق في وضع لا يمكن أن تنتشله إلا مصانع الدولة ومنشآت الدولة ومشاريع الدولة العملاقة! وهذا الإصرار على تحطيمها وتقديم كل اموال البلد الى "القطاع الخاص" ليس سوى سياسة التدمير التي تصر عليها السفارة حتى صارت لدى الحكومات "مذهبا" تصلي وتستغفر فيه من السفير.


.
يعني شنو "صندوق"؟ شنو "نسبة من ايرادات النفط"؟ انت تعتمد على وزارة تخطيط تدرس حاجات البلد وتقرر توزيع كل موازنة عليها حسب ضرورتها، ليش لازم نحدد مسبقا "نسبة من ايرادات النفط"؟ بلكي سنة ما نحتاج؟ بلكي سنة نحتاج بكدها مرتين؟ غير الخطة المقررة بما هو ممكن هي ما تحدد ما يقدم للتنمية وما يقدم للرواتب والاستهلاك وغيرها؟
الصناديق، مثل اللي فضحتها المحكمة الاتحادية من فضحت خطر القانون المزيف لشركة النفط الوطنية اللي استمات سند في اقراره، كان قانونها ان تأخذ "ما لايقل" عن 10% من إيرادات النفط وقد تزيد. ولا يحق، لا للدولة، ولا حتى لشركة النفط في ذلك القانون ولا لأي جهة عراقية مهما كانت الظروف ان تقلل تلك النسبة من "الصناديق"! زين هاي "الصناديق" وين راح توضع؟ بالعراق لو بالخارج مثل صناديق الخليج اللي ضاعت؟ إذا بالعراق، منو يتحكم بيها؟ هم البنك المركزي وجهاته المشبوهة، اله علاقة بالسلطة عليها؟
.
وليش مصورين الدولة وكأنها مشلولة مهمتها الاقتصادية الوحيدة تجاه الشعب هي "تفعيل القطاع الخاص"؟ شنو ماكو بشر بالبلد غير المقاولين المشلولين وكأنكم لا عمل لكم الا ضخ الأموال "لتفعيلهم"؟
ليش شغل الدولة الوحيد هو توقيع العقود المليارية الفاسدة مع القطاع الخاص؟ شنو العظيم اللي شفتوه من شركات النقال للقطاع الخاص؟ لو شركات اجهزة الصرف الالكتروني، حتى هالعبادة للقطاع الخاص؟ مو كل شغلة الدولة الاقتصادية توقيع عقود فساد مع القطاع الخاص؟ مو كلها تهرب "القطاع الخاص" من الضرائب وعدم انتاج اي شيء؟
اعطوني منشأة واحدة يفخر بها "القطاع الخاص"، هذا الرب المعبود منذ 2003 وحتى الآن، واعطيكم مقابلها ألف مؤسسة قطاع خاص تنهب البلد!
.
ليش حكومات البعث كدرت تأسس المعامل والمصانع وصناعة نفطية عظمية وانتو عاجزين ان تقومون بجباية الكهرباء بدون موافقة و "دعم" القطاع الخاص؟ اكو دولة بالكرة الارضية وبكل التاريخ، تعجز عن بناء مدارس؟ اكو دولة من الوضاعة والتفاهة ان تفكر باعطاء المدارس مقاولات للصين؟ شنو انتو من بشر لخاطر الخلقكم!
ليش عبد الكريم قاسم انشأ اكبر المصانع والسدود وأسس الصناعات وانتو شغلتكم الوحيدة تبوسون أحذية "القطاع الخاص"؟
ليش احنا تخرجنا من جامعات قبل نص قرن اسوأها تسوه احسن جامعاتكم هسه، ومجانا الدراسة والسكن والكتب، وكان كل الخريجين يتعينون وماكو شي اسمه بطالة!
.
انتو مو على اساس احسن من البعث؟ زين ليش البعث (عدا حكم صدام)، رغم كل جرائمه وتخلفة ومساوئه، كان عنده اقل نسبة امية في الوطن العربي وانتو تسابقون العرب نحو أسفل القائمة، انتو والقطاع الخاص؟ ليش عبد الكريم قضى على العشوائيات ورجعتوا انتو خلقتوها؟ هم قضى عليها عبد الكريم بالقطاع الخاص؟ مد كهرباء بالقطاع الخاص؟ تلفونات بالقطاع الخاص؟ عبد الكريم ما كان يصلي للقطاع الخاص، ومع ذلك كان عنده قطاع خاص منتج افضل الف مرة من مجموعة الحرامية اللي تريدون تسلطوهم على ما بقي من ثروة البلد! وما منع ذاك "القطاع الخاص"، وجود مصانع حكومية كبيرة وهائلة، وما كان يحتاج عشرين سنة من "التفعيل" ولا يتجرأ يبوك الضريبة..
.
شنو اللي عند القطاع الخاص حتى يدير معمل وماكو عند الدولة؟ الحكومة إذا ما عدها ناس ممكن تثق بيهم لشغلة معمل، لو جباية كهرباء، شلون دولة وشلون تؤتمن على اي شي؟ شلون نثق بيكم توقعون اتفاقات؟ ماكو يعني بالعراق آدمي إلا يشتغل بالقطاع الخاص؟ لو السفارة تدفعكم اله بالدفرات؟
.
زين لعد، مادام الثقة بس بالقطاع الخاص والباقي مشلول، ليش ما نجيب حكومة قطاع خاص ووزراء قطاع خاص وبرلمان قطاع خاص ونفضها؟
.
القطاع الخاص ممكن يكون مفيد، لكن بالتأكيد بشكل محدود وليس اساسي وليس ان يكون شديد الثراء، وليس في ظروف الفساد في العراق. في العراق، شغل القطاع الخاص الكبير هو رشوة الحكومة والقضاء والبرلمان! وارباح القطاع الخاص الكبير هي من الرشوة وليس الإنتاج! ليش تتصورون السفارة گال القطاع الخاص وحجى القطاع الخاص؟ تريد مصلحتنا؟ لو تدور على اي شي يدمر البلد؟
انظروا ايضا الى حيث فرضوا عبادة القطاع الخاص في الخارج.. مصر مثلا، حيث ينتعش القطاع الخاص الفاسد ويحكم البلد ويذل اهلها ويدفعهم للعيش في القبور، كما لم يفعلوا من قبل حين كان الوضع الاقتصادي تحت دكتاتورية القطاع العام!..
اقرأوا التاريخ الحديث لبلدان العالم الثالث، حيث غزا الأمريكان وفرضوا القطاع الخاص وحرية السوق.. اقرأوا ما كتبه تشانغ في "ركل السلم"، أو نعومي كلاين في "مبدأ الصدمة" لتعرفوا حقيقة هذا التاريخ وتمنعوا تكرار المأساة في بلادكم.
.

لذلك اقول، وفي ظروفنا وبدون مجاملة: كل رئيس وزراء يضل يون بالقطاع الخاص و "تفعيل" القطاع الخاص، محتال! اما أنه ينفذ تدمير اقتصادي تفرضه عليه السفارة، او له حصة من القطاع الخاص في نهب البلد، أو اثنينهم. نقطة راس سطر!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق