الأربعاء، 4 يناير 2023

ايجابيتان وسلبيات كثيرة في ميدان الصراع العراقي - صائب خليل

على أبواب العام الجديد، لدينا إيجابيتان فقط لكنها ليست صغيرة: الأولى، المتظاهرين الرائعين الذين عبروا عن وفائهم لشهدائهم ولضميرهم وإنسانيتهم وكرامتهم، وخرجوا بالألوف ليحيوا ذكرى الجريمة المؤلمة ويجددوا العهد بالوفاء والثأر!

والثانية التأييد في الساحة السنية متمثلا ببضعة قيادات سنية عبرت بخطابات صريحة إدانتها لجريمة الاغتيال الأمريكية، وكذلك تعطيل كل محافظات السنة بالمناسبة. وهما مؤشران يؤكدان وجود دعم جماهيري سني، يعادل وربما يزيد (هذا أملنا) على الجماهير التي تسير وراء العميل الحلبوسي وامثاله من الذين تجرأوا على تجاهل مناسبة الجريمة تماما.

مقابل هاتين الإيجابيتين لدينا احمال من السلبيات.. لا يستهان بها:

- قادة سفلة على وجه العموم يسيطرون على المفاصل المؤثرة في كل مكان، بين الشيعة والسنة وفي كردستان، في الجيش والأمن والسياسة والإعلام و "المحللين".

- حكومة يبدو انها جاءت بعد وعد للسفارة بأنها لن تكون اقل طاعة لها مما كان الكاظمي الذي عينته السفارة، وهي حريصة على رضا السفيرة اكثر بكثير من حرصها على رضا الله والشعب والضمير والكرامة والرجولة مجتمعة!

- إضافة لإعلام السفارة المسيطر على الوسائل الرئيسية، لدينا إعلام مدافع عن الحكومة لا يختلف في هبوطه ورضاه بدور الطبالين الكذابين، عن اي اعلام لأية حكومة عميلة.
.
- نفس الغموض والتعتيم والعلامات المقلقة لحكومة الكاظمي، تسيطر على اتفاقات حكومة "الإطار الانبطاحي"، وكيفية وصول الحكومة الى الحكم ولأية شروط خضعت وتترك الشعب في ظلام دامس وقلق.
والظاهر (حتى نعرف الحقيقة من جهة ما) انه تم تخويف الإطار بتسليم الحكومة أما الى الصدريين او السنة، إن لم يطيعوا شروط السفارة كاملة، ويبدو انهم وافقوا على ذلك، وأول التضحيات والهدايا كان قانون التطبيع وقانون النهب الطارئ، ثم التخلي عن تنفيذ قرار اخراج #قوات_الاغتيالات من البلد.
.
- لا يوجد اي مؤشر على نية الحكومة او قيادات الاحزاب التي تشكل الإطار على اي صدق ومصارحة للشعب حول ما يجري وما يخطط له، واعتماد نفس الحيل الإعلامية التي استخدمها صدام وحتى الكاظمي لإعطاء انطباع كاذب بأن الحكومة تعمل، وسيد الموقف اتفاقات غير شريفة بينهم على عدم كشف اي شيء دون اتفاق مسبق على ذلك. وطبعا يكفي وجود العامري وعمار والفياض على رأس قيادات هذا التحالف لضمان وجهة نظر السفارة وعدم كشف شيء.
.
- اختفاء المرجعية واي اثر سياسي لها، ومحاصرتها من قبل بضعة محتالين، وحصر مقابلاتها مع صهاينة الامم المتحدة ولواحقها.
.
- الإبراهيمية والتطبيع تجري على قدم وساق وبتنظيم عال وانجاز مميز، وسنعود لهذا لاحقا.
.
- افضل وصف لحكومة السوداني او حكومة الاطار انها "رشوة" للشعب العراقي بتعيينات (دون توسع انتاجي) وتوزيع أو تمليك اراضي وربما بعض الخدمات التافهة (إذا قيست بمستوى الدولة) توضع تحت مجهر اعلامي يضخم تأثيرها كثيرا لاعطاء احساس بوجود بناء اكبر من حقيقته.. الخ. هذه الرشوة مقابل السيادة! ان لا يفتح العراقي ولا قادته افواههم باخراج #قوات_الاغتيالات_الأمريكية من بلده وان يرضى بها سيفا مسلطا على ساسته وقادته.
.
- نسبة غير قليلة من جمهور الإطار الذي كان ينادي بالسيادة والاستقلالية، صار كما يبدو مقتنعا او صابرا على اداء حكومة السوداني و "مغلسا" على كلاواتها، ويبدو لي انه ايضا خائف من التهديد بحكم الصدر او السنة، وبالتالي يعتبر انبطاح ساسته وقادته "حكمة" وضرورة.. بل هو يدافع عنها ويعتبر الخروج عنها "تهور" او حتى "مؤامرة" لإسقاط حكومة الإطار، ويرى انها يجب ان "تتعظ" من عبد المهدي (المقصود ان تكون اكثر انبطاحا منه للسفارة) لكي تحافظ على سلطتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق