الثلاثاء، 21 أغسطس 2018

خطأ النقاش قبل الاتفاق على الأسس


من الأخطاء الشائعة في النقاش ان يأتي مسلم بآية كدليل صحة ما يقول، حتى لو كان المقابل من دين آخر أو غير مؤمن. وربما يستخدم شيوعي بمقولة لماركس كدليل على رأيه في قضية اقتصادية، في نقاش امام مؤمن بالرأسمالية. هناك خلل واضح في هذا، فعندما لا تكون المقدمات متفق عليها، لا يمكن استخدامها لمحاولة الاتفاق على النتائج. ردي التالي في أحد النقاشات كمثال:
"علينا يا صديقي ان نعترف اولا اننا لا نتفق في كل شيء، لذلك لا يصح دائماً ان نستخدم ما نراه صحيحا، كحجة في المناقشة. 
انت تسألني: "ما هي القوة الموازية لتحرير العراق من قبضة ايران، والحرس الثوري يطلق النار على المتظاهرين ورجال الجيش في البصرة". لكن أنا لا ارى أن ايران تحتل العراق، ولا اعتقد ان الحرس الثوري اطلق النار على المتظاهرين والجيش، ولا اتصور انه موجود في العراق، فكيف استطيع أن اعطيك "قوة موازية" على شيء لا اعتقد انه موجود؟
انت تسأل: "لماذا ندين الإمبريالية الامريكية ولا ندين الاستعمار الروسي لسوريا؟ لماذا ندين امريكا ونتحالف ونقاتل الى جنب الاستعمار الروسي؟" لكن أنا لا اعتقد بوجود "استعمار روسي لسوريا".. فكيف أدينه أو لا ادينه أو اقاتل الى جانبه أو اعطي رأيي بالقتال الى جانبه؟
علينا اولا أن نتفق على وجود الشيء قبل ان نناقش موقفنا منه. اتفق معك ان ذلك مزعج ويضيع الكثير من الوقت، خاصة لمن يعتبر الامر يتعلق بحقيقة ثابتة وبديهية لا تقبل الجدل، لكن هذا هو الواقع. انا وانت لسنا مؤهلين مثلا لمناقشة موقفنا من الاستعمار الروسي لسوريا، قبل ان نتفق على وجوده، لذلك علينا ان نتنازل عن هذه النقطة ونكتفي بنقاش نحن متفقون على مقدماته مهما كان الإغراء بمخالفة هذه القاعدة قويا.."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق