الاثنين، 20 أغسطس 2018

هل حقاً أن ايران هي من يتحمل المسؤولية الأكبر عن الارتفاع الكارثي لملوحة مياه شط العرب

الارتفاع الكارثي لملوحة مياه شط العرب تحول عملياً الى امتداد مائي للخليج العربي يصل حتى شمال محافظة البصرة. لحسن الحظ، فإن طبيعة عملي تتضمن الفحص اليومي الروتيني لمواصفات ماء شط العرب

 يعَبّر عن الملوحة عموماً بدلالة التوصيلية الكهربائية للماء ويمكن من خلال المقارنة بين قيم التوصيلية لعينة عشوائية من شهري تموز و آب (اللذين ترتفع فيهما الملوحة عادة كل سنة) لهذه السنة و لما يقابلها في 2017 أن نلاحظ الفرق الكبير في هذه السنة* ، حيث أن المتغير الوحيد هو بدء ملء تركيا لسد أليسو والذي طالما حذر المختصون من مخاطره ، بينما تفريغ مياه البزل الإيرانية مستمر حسب علمي منذ سنوات (و هي جريمة ايرانية ثانية تضاف الى احتفاظهم بنصف شط العرب وفقاً لاتفاقية الجزائر المشبوهة كما وصفوها قبل استلامهم السلطة !) فماذا تقول الأرقام؟ )
 يوضح لنا المخطط البياني مقارنة بين ملوحة مياه شط العرب في السنة الماضية و السنة الحالية ، و يلاحظ الارتفاع الحاد في قيم التوصيلية الكهربائية بدءاً من حزيران-تموز لهذه السنة ، حيث بدأ العمل على تصحير العراق مترافقاً مع حملة هستيرية ضد ايران وطمطمة متعمدة ، حكومية و إعلامية ، لجريمة تركيا حليفة "اسرائيل" لغرض التشويش على الدعوة لاتخاذ أي اجراء ضدها و بالتالي لابد من وضع الأمور في حجمها الصحيح و بيان من هو المتسبب الاكبر في الكارثة البيئية بدلاً من رمي المسؤولية تارة على ايران و تارة على قلة الإطلاقات المائية من محافظة ميسان و على الجفاف و التبذير و التغيرات المناخية و حتى على النساء السافرات كما قالها احد المهرجين!

الارتفاع الكبير الوحيد في نسبة الملوحة كان في سنة 2009 و لكنه لم يقارب الحدود الحالية إلا لأيام قليلة. 
 تعمدت "تدوير زوايا الارقام" و جعلها تبدو "بشكل عام" قدر الإمكان ، و على اية حال فالارقام معروفة و الغرض هنا هو المقارنة مع صيف السنة الماضية لبيان أن المتغير الوحيد لهذه السنة هو السد التركي.
لا داعي للتكرار بأن هذا الكلام ليس تبرئة لايران من قسطها فيما يحدث ، مثل تغيير مصب الكارون و قطع المياه عن الزاب الاسفل و ديالى و غيرها ، و لكن النسبة الأعلى من واردات العراق المائية تأتي من تركيا و بحدود 80-86% و كذلك ، فإن المسؤول عن الفوضى في التحكم في الإطلاقات المائية هو من روّج لللامركزية و لاعطاء المحافظات صلاحيات واسعة و كأنها دول مستقلة لكي نشهد ما يشابه حروب دويلات المدن السومرية ، و كذلك من رضي بذلك من الجهلة و طبّل له.
  هل حقاً أن ايران هي من يتحمل المسؤولية الأكبر 
بسيم محمد 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق