الثلاثاء، 23 يناير 2024

الوحش والعجل والقطيع.. وسباق الوقت على غزة - صائب خليل

 

يطارد الوحش القطيع ويمسك عجلا ويبدأ بقتله.

يتوقف القطيع ويلتفت.. ويعود متباطئا بين الرغبة في انقاذ العجل والخوف من الوحش.. ويبدأ الصراع مع الوقت!

الوحش بخبرته الطويلة يعلم أن الوقت لن يطول حتى يستجمع القطيع شجاعته ويهجم عليه، وان عليه حينها ان يترك فريسته.

لكنه يدرك أيضا أنه ان تمكن من قتل العجل، أو تسبب له بعاهة لا يستطيع القيام بعدها، فلن يهم أن جاء القطيع! عندها سيترك الفريسة ويهرب من القطيع مؤقتا، لكن الفريسة تكون قد فقدت القدرة على الاستمرار في الحياة، لأنها ستعجز عن اللحاق بالقطيع، والذي سيتركها مجبرا، وسيعود الوحش اليها ليكمل ما بدأه ويقضي عليها..

 هذا بالضبط ما تفكر به اسرائيل الآن. إنها تريد القضاء على غزة لكنها تشعر ان العالم بدأ يستجمع شجاعته لمجابهتها وانها لن تملك الوقت الكافي لتدمير غزة تماما، لذلك فهي تسرع بإحداث اكبر ما يمكن من التدمير قبل ان ينتهي الوقت ويهجم القطيع، وأملها أن تترك غزة في حالة موت سريري لا يمكن اعادتها فيها الى الحياة حتى ان اوقف العالم المذبحة. إنها تأمل ان توصل غزة الى هذه المرحلة قبل ان تضطر لإيقاف المذبحة، وان تعود لتكمل مهمتها بعد ان يكتشف العالم أن انقاذ غزة اصبح مستحيلا ويضطر للقبول بما تخططه اسرائيل لها.

 هذا يفسر الهجمة المتناهية الوحشية مؤخرا، بدلا من الاقتراب من التهدئة استجابة لضغط العالم. وبالتالي فنحن في سباق وقت مع الوحش، وحياة غزة تعتمد على ذلك، ومثلما يحشد الوحش كل طاقته لإنزال اكبر تدمير، علينا ان نحشد كل طاقتنا لإنهاء المذبحة بأسرع ما يمكن، ان اردنا لغزة ان تحيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق