صائب خليل
والفكرة ببساطة هي تخصيص قاعة لكل حكومة عراقية فيها صور بشكل أزواج، كل زوج منها يسمى "قبل" و "بعد"، يستطيع رئيس الحكومة من خلالها ان يثبت إنجازاته (وتثبت عليه اخفاقاته) في مختلف المجالات.
مثلا ان توضع صورة لشارع (ينوي الرئيس
إصلاحه) حين استلم الحكم (تحت كلمة "قبل") وبجانبها سيضع صورة لنفس
الشارع (تحت كلمة "بعد") فيرى المواطن مقدار الإنجاز في هذا المجال
ويثبت للتاريخ.
طبعا ليس فقط صور الشوارع والمناطق الخربة
والمستصلحة والساحات العامة هي ما تحتويه القاعة، بل واهم منها هي لوحات الأرقام
والرسوم البيانية التي تبين إنجازات الحكومة في مجالات التعليم والصحة ومحاربة
الفساد وغيرها، وبنفس الطريقة. ويجب ان تشكل لجنة برلمانية للتدقيق في صحة الصور.
كذلك تلحق بالقاعة قاعة أخرى لتضع فيها المعارضة الصور والإحصاءات التي تبين
إخفاقات وسلبيات فترة الحكم تلك.
إضافة الى ذلك، تكون هناك لوحتان أو اكثر،
تبين الأولى قائمة وعود رئيس الحكومة قبل استلامه الحكم، وما يليها ما حققه من تلك
الوعود بالفعل. ومن حق الرئيس ان يكتب مختصرا (بجملة او اكثر) لتبرير فشله في
انجاز كل جزء وعد به.
ويمكن للمعارضة ان تطعن في صحة صور الحكومة،
وللحكومة ان تطعن في صحة صور المعارضة وتحكم بينهما اللجنة البرلمانية المذكورة.
وعموما من حق أي مواطن ان يشكك بصحة او دقة اية صورة ويقدم شكواه حولها.
وتوضع القاعات للحكومات المتتالية في سلسلة
متتالية بنفس الترتيب وضمن "مجمع للقاعات" في حديقة عامة، لنقل في
الزوراء مثلا، ويكون متاحا لزوارها، لتكون مركز اطلاع للمواطنين يعرض الإنجازات
والاخفاقات بشكل سهل واقرب الى التسلية، مع دقة حقائقه.
ويمكننا مع الوقت، ان نضيف الكثير من الأفكار.
مثلا لو مثلنا كل وعد بإنجاز مهم، بطابوقة (او بلوك سمنت) له ارتفاع يتناسب مع حجم
الإنجاز الموعود، ووضعنا هذه الطابوقات فوق بعضها البعض، لحصلنا على عمود يمثل
ارتفاع الوعود.
ثم نبني جنبه عمودا ثانيا توضع فيه طابوقة كلما تحقق انجاز من الإنجازات.. وهكذا
نحصل على نوع من المؤشر البصري لمدى انجاز الحكومة ورئيسها في أي وقت. ويمكن
استعمال طابوقات تمثل أيضا الإنجاز الجزئي، مثلا ان كان الهدف بناء الف مدرسة،
يمكننا بعد انجاز 100 مدرسة، وضع طابوقة ارتفاعها عشر ذلك الإنجاز، الخ. الأفكار
مفتوحة للمزيد طبعا، والتعديلات والإضافات وصولا الى نظام عملي ومفيد قدر الإمكان.
عموما، تصوري أن الفكرة ستمثل رمزا ديمقراطيا
جميلا، سيثبت إنجازات رئيس الحكومة ووزرائه ويعطي فكرة للمواطن فيمن سيختار في
الانتخابات التالية إن رشح أي من أعضاء تلك الحكومة. كما انها تشجع توجيه التفكير
الى إنجازات الساسة والحكم عليهم على اسسها، بدلا من الأحكام المشوهة بالمشاعر
الطائفية، او بقدرة السياسي على إعطاء انطباع اعلامي عن نفسه يختلف عن الواقع.
كذلك تساعد هذه القاعة الجمهور على متابعة
تنفيذ الرئيس لوعوده من فشله في ذلك، وتشجع بدورها المرشحين للرئاسة ان يقدموا
وعودا أكثر صدقا واقرب الى ما يعتقدون انفسهم قادرين على تنفيذه، وبالتالي تخلق
وعيا شعبيا أفضل في التعامل مع الساسة والانتخابات، وتفرض على المرشحين احترام
الناس واحترام الوعود التي يقدمونها لهم، وان يفهموا ان كل فشل بتنفيذ وعد سيكلفهم
بعضا من سمعتهم، والعكس صحيح، فكل انجاز سيضاف لسمعتهم.
وهذا سيشجع المرشحين على اختيار وزراء مهنيين
وامناء ويثقون بقدرتهم على انجاز الوعود المطروحة للناس، ويدفعهم الى رفض التوزير
على أسس المحاصصة وتبويس اللحى او ضغط السفارات، قدر الإمكان. إنني أتمنى ان يكون
العراق سباقا إلى تنفيذ الفكرة، وان يكررها الآخرون بعدنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق