السبت، 5 يناير 2019

علاء اللامي - فرض الأديان بالقوة قبل الإسلام -من كتاب ‏الفتوحات العربية في روايات المغلوبين

فرض الدين من قبل دولة الغالبين على الشعوب والأقليات المغلوبة كان تقليدا معروفا قبل الإسلام. ولعل آخر مثال عليه هو حملة التنصير القسري لليهود في شمالي أفريقيا وفي عموم الإمبراطورية البيزنطية، بناء على أوامر الإمبراطور هيراكليوس سنة 632 م، أي قبل أربعة أعوام من معركة اليرموك و هزيمة الرومان البيزنطيين فيها أمام العرب المسلمين. لنقرأ ( تعاليم "يعقوب المعمد حديثا" وهي نص سجالي دفاعي مع اليهود كتب على الأرجح في أفريقيا عام 634 م، ويعتبر من سلسلة النصوص الدفاعية المسيحية التي ازدهرت في القرنين الخامس والسادس، وتركزت على تفنيد الشريعة والتقاليد الدينية اليهودية والدفاع عن الكنسية والعقيدة المسيحية وخصوصا بعد اعتراض اللاهوتي مكسيموس على التنصير القسري لليهود الإمبراطورية البيزنطية بناء على أوامر هيراكليوس سنة 632 م وبالأخص ليهود قرطاجة وشمال أفريقيا. وجاءت التعاليم لتبين صحة تنصير اليهود الذين ما عاد من داع لتمسكهم بدينهم بعد ظهور المسيح. ص 63) و يعقوب الوارد اسمه في هذا النص هو تاجر يهودي فلسطيني سافر إلى قرطاجة/ قرب تونس العاصمة اليوم، ومرَّ بمحنة التنصير البيزنطي القسري وكان من ضحاياها. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق