الجمعة، 24 أغسطس 2018

كارين آرمسترونغ: المسيحية ليست أكثر تسامحاً من الإسلام

الباحثة البريطانية في علوم الأديان كارين آرمسترونك: كان الإسلام حتى بداية الحداثة أكثر تسامحًا بكثيرٍ من المسيحيَّة الغربيَّة، ولا يمكن تفسير ظاهرة داعش بآيات القرآن! أنشر أدناه هذه الفقرات الثلاث من حوار مهم مع الباحثة البريطانية كارين آرمسترونك تثير فيه بعض القضايا المهمة وتسجل فيه أحكاما وتقييمات منصفة للإسلام دينا حياً وحضارة بائدة، مثلما يحتوي أيضا على فقرات تثير التأمل أو التحفظ، مساهمة صغيرة في مواجهة موجة الإسلامفوبيا "الرهاب من الإسلام" التي تشنها أوساط عنصرية وطائفية غربية يشارك فيها بعض المصابين بالشعور بالدونية والكارهين لحضارتهم وأديانها جهلا بها وتزلفا للآخر" الغربي"، بحجة مناهضة العنف والتطرف وما يسمونه "الإرهاب الإسلامي"! 
*علاقة سياسة الازدراء الغربية وعلمانية العرب الاستبدادية بهجمات "داعش" الهمجية:

الصحافية كلاوديا منده : لكن ألا يجب العودة إلى بعض الآيات القرآنيَّة بغية تفسير ظاهرة العنف الإسلاموي؟

كارين آرمسترونغ: كلا، لا ينبغي ذلك لسببٍ بسيطٍ هو أنَّ هذه المقاطع القرآنية لم تثِر الإرهاب على مدى التاريخ. كلُّ إمبراطوريَّةٍ تقوم على السلطة، سواء كانت هنديَّةً أو صينيَّةً أو فارسيَّةً أو رومانيَّةً أو يونانيَّةً أو بريطانيَّةً. وهذا ينطبق أيضًا على الإمبراطوريَّة الإسلاميَّة. كان الإسلام حتى بداية الحداثة أكثر تسامحًا بكثيرٍ من المسيحيَّة الغربيَّة. وعندما احتل الصليبيون القدس سنة 1099، أصيب الشرق الأوسط بصدمةٍ جرَّاء مجازرهم التي ارتكبوها بحق سكَّان المدينة المسلمين واليهود. ممارسة هذا العنف المنفلت من عقاله لم يكن معروفًا هناك. ومع ذلك، استغرق الأمر خمسين عامًا إلى أنْ قام المسلمون بردِّ العدوان بشكلٍ فعليٍ. وهنالك عنف في الكتاب المقدَّس العبري وفي العهد الجديد يفوق ما في القرآن من عنف.
الصحافية كلاوديا منده: هل تعتبرين إذاً أنَّ التصوُّر الشائع بأنَّ الإسلام قام على العنف منذ البداية هو تصوُّرٌ خاطئٌ؟
كارين آرمسترونغ: تعود هذه الفكرة إلى زمن الحروب الصليبية، عندما هاجم المسيحيون الغربيون المسلمين في الشرق الأوسط. ويمكن إرجاعها إلى إحساسٍ خفيٍّ بالخطيئة، فالمسيح أمر أتباعه بأن يحبُّوا أعداءهم، لا أن يفنوهم. الاعتقاد بأنَّ الإسلام كان دائمًا دين السيف، نشره رهبانٌ مسيحيون في القرن الثاني عشر حيث أسقطوا قلقهم بشأن سلوكهم الخاص على ضحاياهم.
الصحافية كلاوديا منده: أين ترين جذور هذا الازدراء "الأوروبي للعرب والمسلمين"؟
كارين آرمسترونغ: اعتُبرت فكرة الحريَّة التنويريَّة حكرًا على الأوروبيين، فالآباء المؤسسون للولايات المتحدة، الذين كانوا متأثرين بشدةٍ بأفكار التنوير، أعلنوا بالفعل بفخر: "أنَّ جميع الناس قد خـُلقوا متساويين" ولهم الحق بالحياة والحرية والمُلكيَّة، لكنهم لم يتورعوا عن امتلاك عبيد أفارقة وطرد السكان الأصليين في القارة الأمريكية من أرض أجدادهم، وقد كتب جون لوك الداعي بالتسامح آنذاك، أنَّ السيِّد يملك الحق "المطلق" بالتحكُّم بعبده، بما في ذلك الحق في قتله متى ما يشاء. وهذا النهج لا يزال مستمراً، فكثيرٌ من رجال الدولة الذين ساروا في شوارع باريس من أجل حريَّة التعبير، يدعمون أنظمة دول ذات غالبيَّةٍ إسلاميَّةٍ، أنظمة تحرم مواطنيها من الحريات الأساسيَّة.

 النص الكامل للحوار:



 " حقول الدم : الدين وتاريخ العنف
Karen Armstrong Fields Of Blood Religion And The History Of Violence




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق