الجمعة، 19 مايو 2023

كيف يزين طبالوا السوداني لجمهوره الرضوخ للإرادة الاجنبية ويطبعون الاستقواء بها على منافسيهم؟ فيديو - صائب خليل

عائد الهلالي الذي يتحدث في الفيديو، ليس جاهلا لا يعرف ما يقول فهو دكتور واستاذ جامعي، وهذه ليست قناة الحرة الأمريكية، بل قناة مازالت تحسب على المقاومة، ورغم ذلك نجد أمامنا اعتراف مباشر، وبدون أي اثر للحياء، بل وببعض الافتخار، بأن حكومة السوداني هي حكومة "رغبة دولية" او "إرادة دولية"! والمقصود طبعا ليس الأمم المتحدة أو الصين، بل مباشرة: أميركا! يبدو ان الدكتور لا يعي أنه بهذا يتهم السوداني بأخس التهم ويخونه بأي مقياس وطني أو ديني أو دولي او انساني!
وتلك "الإرادة الدولية" فرضت تشكيل حكومة السوداني على الكتل السياسية العراقية، وأنها "تدعم حكومة محمد شياع السوداني" و "تريد لها النجاح"!
ويرى الدكتور أننا يجب ان لا "ندخل بعشرين سنة فشل". ليش ميصير؟ مو لأن هذا يدمر البلد، انما لأن هذا لا يرضي لا "المحيط الإقليمي" رضي الله عنه ولا "الدولي" سبحانه وتعالى"!
ولذلك.. يرى استاذ الجامعة المتحمس للسوداني، أن السوداني يمكنه "ان يستثمر الجانب الدولي"!! من أجل أي تغييرات يريدها، وأن "يفرضه على الكتل السياسية!!
آآهااا!! يرد المضيف المقاوم، وكأنه قد فهم المعادلة وتفهمها!
.
هكذا يتم التطبيع، وهكذا تغرس القيم المريضة والضياع في المواطن ويتم اعداده لقبول أي تنازل مطلوب، وقد فقد كل عروة يستند اليها لتقييم أي شيء!
فالمشاهد البسيط الذي يشاهد هذا البرنامج، مطمئنا بأنه يشاهد شخصا فاهما وفي قناة بعيدة عن الاحتلال، لا بد ان يستنتج ان الحكومات توضع من قبل القوى "الدولية" وان هذه "القوى" هي التي تحدد شرعية وجودة الحكومة، وان الخضوع لها هو الأمر الطبيعي، وان حكومة السوداني تفعل بالضبط ما يتوجب فعله، وتحصل بذلك على استحسان اصحاب الشأن في تكوين الحكومات، وان علينا ان نفخر بحكومة السوداني لأنها استطاعت ان ترضي شروط "القوى الدولية"!
.
وطبيعي ان هذا الكلام ليس فقط عديم المنطق، فهو عديم الكرامة والاخلاق، وهو تربية لا اخلاقية للمجتمع بترسيخ مفاهيم الانبطاح لأميركا والاستسلام لقوى الخارج وشرعية الاستقواء بها لفرض مخططها على المنافسين من ابناء البلد. إن مثل تلك الحكومات مثل حكومة فيشي الفرنسية تحت الاحتلال الالماني، قد اصبحت عارا على التاريخ الفرنسي مازال مؤلما حتى اليوم، وحتى العاهرات اللواتي شاركن الاحتلال فراشهن، تم قص شعورهن وعرضهن في شوارع باريس وقتلهن، رغم انهن لم يفعلن ما يدعو الدكتور عائد الهلالي السوداني الى فعله، ويقوم بتطبيعه بين الناس.. ليرد عليه صحفي "الاتجاه" بـ "هااااا!" دون سؤال أو إضافة!
.
مثل هذه البرامج تقصف رأس المواطن العراقي يوميا وتزرع فيه اخلاقا منافية للأخلاق، وافتخارا منافيا للكرامة، لذلك لا غرابة ان تجد اليوم حكمة "مهادنة اميركا" (كما يسمون الانبطاح لها) تنتشر في الاعلام، وتقنع الناس بأن الكتل السياسية في سباق شرس لإرضاء اميركا وابداء انبطاح لها يزيد عما يبديه الآخرين، وأن الذين يحتجون على هذه "المهادنة" إنما يريدون خداع كتلة السوداني وجمهوره، من أجل دفعهم لخسارة رضا اميركا وتحويل محبتها إليهم.
.
يصف المبدع "جهاد النقاش" حال البلد المريض المحزن، بأن الشعار المفضل لكتله السياسية وجمهورها اليوم هو: "السيادة نائمة، لعن الله من ايقظها".

https://www.youtube.com/watch?v=x2zJcZe-Ilk

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق